نبض الوصال للشاعرة د.سناء ابراهيم محمد


مقدمة لمناظرة "همسة شوق".لدكتور هشام عبد المنعم فرغلي
بقلم سناء إبراهيم

حين تهمس الكلمة في أذن القلب، يتسع الصدى ليغمر الأفق بمواويل الحنين...
قرأتُ "همسة شوق" للدكتور عبد المنعم فرغلي، فوجدتني أتماهى بين سطورها، أُصغي لنبضاتها، وأتلمّس ظلّ الحبيب بين حروفها.
هناك من النصوص ما لا يُقرأ، بل يُرتل في سرائر الوجدان، ويُرتشف كقهوة معتّقة بلحظاتٍ لا تشيخ.
ولأن الشعر حوارُ أرواحٍ قبل أن يكون تبادلَ بيان، رأيت أن أبادله همسةً بهمسة، ونبضةً بنبضة.
هي مناظرة لا تنقض المعنى، بل تمشي معه في ممرات الضوء، تستكشف مكامن الشوق من ضفّةٍ أخرى، وتوقظ المسكوت عنه من أعماق اللغة.

فإلى الدكتور الشاعر...
لك من وهج الحروف تحيّة،
ومن وهج الحنين سؤالٌ سيجيء في النص الاتي

   نبضُ الوصال
ردٌّ على "سماء العشق"

أواهُ يا سادنَ الحرفِ المُصفّى،
ويا ناظمًا للعشقِ عقدًا مُذهّبَا
لقد نثرتَ الوجدَ وردًا في دمي
وجعلتَ من حروفي لهيبًا مُلهبَا

أفي طيفي لاحتْ سماءُ اشتياقٍ؟
أم أنكَ تُبصرُ بالروحِ ما غابَا؟
وهل سكنتُ القلبَ حتى ظمأهُ
رويتُ، فكان الشوقُ منك سحابَا؟

أنا من تُضيءُ جفونهُ حين أبتسم،
وأنثرُ في العيونِ سكونًا وسرابَا
وفي العتابِ أُبحرُ لا كي أُغرِق،
بل لأُعيدَ إلى المرافئ مَن غابَا

أما وجهي، فإن القمرَ يحلمُ لو يرى
في مقلتيّ صفاءه المستطابَا
أنا لستُ سارقَةَ قلوبٍ، لا، بل
هم من يركضون خلفي بلا بابَا

كلماتي دررٌ إن بُحّتْ للحياة،
وإنْ سكتُّ، تحدّثتُ إيماءً وخطابَا
وأما الفكرُ، فموجٌ لا قرار له،
يُخفي لآلئه خلف صمتٍ مُهابَا

فإن كنتَ فارسًا بلا جوادٍ في هواي،
فأنا العهدُ الذي لا يخونُ ولا يُجابَا
وإن كان نبضي قد تسرّب من يدي،
فقد غادرتني الحواسُّ إذ غابَا

فلتكتبني بين سطورك نجمةً
ولتجعلني في الشعرِ عشقًا مستطابَا
فنحنُ، وإن افترقنا حينًا، نلتقي
في كل بيتٍ، وكلّ نفسٍ، وكل بابَ...
 سناء ابراهيم محمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمل كاذب ولا حقيقة مرة للأديبة د.هبة رعد

حُقَّ الوداع للشاعر د.قسطة مرزوقة

أنين العذارى للأديبة غاده بوشر