يوم هارب من سنين العمر للأديبة خديجة إسماعيل


يوم هارب من سنين العمر 
ذات صيف بعيد كنت حينها في الخامسة من عمري كانت زميلة الدراسة في السنة الأولى بنت حاكم المدينة أو ما يسمى اليوم والي الولاية كانت البنت المقربة والاثيرة لي بحكم الجيرة وبحكم أنها فرضت صداقتها علي بفضل طيبتها أو للتفاخر والتباهي لأن  لهجتها غير لهجتنا 
كنا في أواخر العام الدراسي عرضت علي أن نذهب سويا لمنزلهم بعد الحصة وفعلا طاوعتها دون أن أمر على منزلنا لأخبرهم وبقيت هناك ما شاء الله أن ابقى كنت كضيفة شرف عندهم فرحوا بي كثيرا كنت جد سعيدة جاءني والدها يوصيني بها خيرا ويرجو ألا اتركها في هذه العطلة الصيفية وأن نراجع ونقرأ الكتب سويا وازداد انا فرحا 
أنظر لأمها أجدها تبتسم إبتسامة الرضا
أكلنا وشربنا ولعبنا كثيرا وبعد مرور القيلولة جاءت صويحباتها ينادين عليها فرفضت قطعا صداقتهم وأن اباها رفض اي علاقة معهم فانصرفن وانا في حيرة من أمري أيقع  لي مثل ما وقع لهم   ربما لست أدري 
وعند خروجي ودعتهم وانا محملة بباقة ورد جميلة جدا كانت هدية منها لي بعد أن احضرها العامل بالحديقة 
خرجت وكل سعادة وفي الطريق هناك من طلب مني وردة لكن رغم صغر سني خفت على الباقة فهرولت مسرعة نحو بيتنا 
يا لهول المفاجأة التي كانت تنتظرني جمع من النساء خلف الباب( حينها لم تكن النساء تخرجن إلا للضرورة القصوى ) تتقدمهم أمي رحمها الله و يدها خلفها فهمت للتو واللحظة ماذا ينتظرني العقاب أجل إنه العقاب و يدها لم تكن تمسك إلا فلفلا حارا كانت تستعمله لعقابنا صرخت بأعلى صوتي وانا أقدم لها الهدية لكن سبق السيف العذل ها أنا أنال العقاب وكل النسوة يحاولن إفلاتي من قبضة أمي وسارعن لوضع العسل في فمي 
كانت أمي  تتمتم وتقول دائما أخبرهم أن القيلولة أخت الليل فحذاري منها 🍁🍁🍁
بقلمي خديجة إسماعيل 
الصور المرفقة حقيقية لي في حضن والدتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمل كاذب ولا حقيقة مرة للأديبة د.هبة رعد

حُقَّ الوداع للشاعر د.قسطة مرزوقة

أنين العذارى للأديبة غاده بوشر