ضجيج المشاعر للشاعر د.عباس السكافي


ضجيج المشاعر
لجمت ضجيج مشاعري
التي أثقلت كاهل تصبري
  بمجاهدتها وصدها  
تريد أن تتسرب 
من رقابة الوعي 
وتخرج من أعماق 
سجن  اللاوعي 
على لسان القلم 
الذي يعشق ان تقبله  
أناملي المرتجفة
بكل شغف 
مشحونة بالمعانات
والشكوى والأنين
والحزن والفرح 
والهجر والوصال 
والتوبة والأنابة 
والأمل واليأس،
والصمت والصراخ
مشاعر متضاربة 
بين مَد وجَز 
على طول وعرض،
خارطة وجودي 
فوقع من كف إصراري
لجام التمنع والأخفاء،
فخرجت اشواقي 
من كهف أعماقي 
وطارت فراشات 
مذعورة خائفة  
حطت على حقل 
صفحات الورق البيضاء 
فكحلت عيون الصفحات 
بسواد كحل الكلمات 
التي باتت تنتظرها 
بفارغ الصبر 
حينها أدركت 
إن الكتابة مرض مزمن 
لا يمكن الشفاء منه 
فقط يمكن التخفيف 
من أعراض هذا   المرض 
عند سماع  
صرير القلم 
وحفيف الورق 
يتسلل عبر الأثير 
الى آذان مرضي 
الكتابة مرضي
الذي لن ولن أشفى منه 
الا أن تجف أغصان أناملي
ويسقط القلم على أرض النهاية 
وتموت بنات أفكاري 
ويلفني البياض 
لكن 
ستبقى آثار ما يخط قلمي
بين دفات دفاتري المهملة
التي سيأكلها الحزن والوحشة
والبكاء على عناق  اناملي
ولن يشنف سمعها  صرير القلم
الذي سوف يصمت 
الى الابد 
ولكن تبقى ولكن أملي 
 لا تموت كلماتى 
ولا يطويها النسيان 
ما زال هناك عشاق 
يطوفون عليها 
ويرمقوها بنظرات 
الأعجاب والتقدير 
 لذلك يجب أن أعتني 
بما يخط قلمي 
وأكن واعي 
كل الوعي
لقوله تعالى  
بأن الإنسان 
ما يلفظ من قول 
الا ولديه رقيب عتيد 
كتاباتي وأشعاري
هي مشيمة من حروف
ولدت من بطن المعاناة 
سوف تبقى تربطني 
برحم الحياة 
ما دام هناك 
شمس وقمر وبشر 
بعد رحيلي 
من هذا العالم 
حين تغطيني رمال 
النسيان 
وصمت المجهول 
وظلام الوحشة 
وحيدا  دون  رفيق
أو محب أو قريب 
في كهف موصود 
عالم لا نعرف عنه 
اشياء الا رحمة 
رب العالمين 
نبقى فيه الى
قيام الساعة 
وتقرير المصير 
فمن زحزح عن النار 
وأدخل الجنة 
فقد فاز فوزاً عظيما 
بقلم عباس إلسكافي 
23/5/2025"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمل كاذب ولا حقيقة مرة للأديبة د.هبة رعد

حُقَّ الوداع للشاعر د.قسطة مرزوقة

أنين العذارى للأديبة غاده بوشر