العمر شمعة للشاعر د.عباس السكافي
العمر شمعة تذوي
انا شمعة أذابني فتيل حزني
وأنفاس المتعبين من حولي
وأنين الأطفال الجياع
وصراخ الثكالى
عل فلذات أكبادهن
وقسوة الجوع والظلم
وانتهاك حرية الإنسان
بمزاعم كاذبة
دينية و إجتماعية
وصناعة الحروب
وانتهاك عذرية السلام
برصاص الطمع والتوحش
والرقص على جروح
الفقراء
وسلب رغيف الخبز ٠
من ايديهم
وتحويله إلى جيوبهم
العفنة
الملطخة بدماء الأبرياء
والجهل المنتشر
صرطان ياكل
كل مفاصل حياتنا
المنهكة بالظلم والجور
وامتهان لكرامة الأنسان
انا في حيرة أمري
وفاقد للأمل
ونظرات قلقي
على انحسار مساحة ظل نوري
الخائف من قسوة
النهاية وتفرق الجالسين
حولي سيذهب كل الى غايته
دون الألتفات للوراء
يا للقسوة
عمري ينهمر
دموع ساخنة
سقطت على أرض الوعي
فسلخت جلد طيبتي
وإنتشرت على طول
وعرض جسد وجودي
فقاعات من الشك
بنوايا الإنسان
ضد أخيه الأنسان
وجروح غائرة
من عدم الثقة
بكل قوانين الآخر
المتسلط على الرقاب
وصديد من فقدان الأمل
بالعدالة والأنصاف
وعدم تصديق الأخر
المدجج بكل أسلحة
الأستغلال والجشع
واستعباد الإنسان
وطمس هويته الأنسانية
وعرفت سراب العلاقات
التي لا يروي
الركض خلفها
عطش روحي للحب
والجمال والإنسان
والحرية والكرامة
والسلام والعدالة
لقد ذبلت جروحي
وحام عليها ذباب التطفل
المتطاير
من مزابل النفوس
القذرة
وانا اهش عليها
بكفوف الجزع والصبر
لم يبقى معي
الا شظايا مرآة ذكرى كسرها
نظر المتطفلين على حزني
القابع ورائها
فخرج من الشقوق
وشوه وجه كتماني
الذي لم يطلع عليه
الا انا وأنا وحزني
وجَلَدي
انا الان
لم يبقى من عمري
الا ثمالة دمعات
بين الجفون
ترتعش من قرب
النهاية
فتسقط بسرعة
يسبق بعضها البغض
وسوف أذوب كليا
وأتلاشى
بعد ما أضاء
ذوبان جسدي
وعمري وأيامي
وحتى ظلي
ظلام غيري
والان حان
وقت نسياني
من الأخر
الناكر لوجودي
في حياته
سوف أُنسى
الى الأبد
وأصبح
دموع باردة
على خد الزمن
الذي توقفت عقاربه
عند قرب إنطفائي
وأقفلت سنيني
خزائن الأيام
بأقفال الحتمية
ولم اعد أعني
لا للأخر
ولا للزمن
شيء
سوف أطير
روحا شفاعة
على جناح اللا معقول
في قوانين الدنيا
تذروني الرياح
الى عالم بعيد
عن الكره والأنانية
والحزن والقلق
والخوف والتردد
لم يشعر بي أحد
انتقل من مكان
الى اخر
بكل إرادة وحرية
لم يراني أو يحس بي أحد
من الذين افنيت عمري
دموع لأنير ظلامهم
هذا هو عمري
الممتد من شعلة
فتيل رأسي
الى أخمص
نهايتي
التي غطتها
دموعي الباردة
الفاقدة للحياة
لم يبقى من عمري
الا دمعات سوف أذرفها
ويُسدل الستار على سنين
عمري التي سقطت دمعات
سامحوني احبتي اصدقائي
جيراني والمسامح كريم
قرب الرحيل وعند الله العلم
متى وأين كتابا مؤجلا
والله غالب على أمره
نحن ودائع
ولا بد بد يوما أن ترد ٠الودائع
بقلم عباس إلسكافي
29/5/2025
تعليقات
إرسال تعليق