رصيد الصبر للشاعر د.عبدالسكافي
رصيد الصبر
نزف رصيد صبري
كل دماء ثباتي
ولم يبقى الا صبابة
كصبابة الأناء،
وجفت كل أوراق
شجرة المعنى
على أغصانها
وذبُلت ثمار الهمة
بعد حلول شتاء الملل
ورياح الضجر
وثلوج الهجر
فسكت صرير القلم
وحفيف البوح
وأسود وجه ورقة التلقي
وغَلقت باب الاستقبال
بوجه ينبوع البوح
بدهاليز المخيلة
المزدحمة بالشكوى
وعم الصمت
بصهيل حماسي
وذبلت
زنابق حلمي
ووقع عنان صبري
من يد تحملي
وتعثرت خطوات البسمة
في طريقها للخروج
الى ثغر وجومي
الممتد في أعماق اعماقي
الى لسان حالي
الذي اخرسته
ضوضاء فاقدي الثقة
من حولي
لم يعد هناك دافع حتى
يبكي قلمي بدموع
من حروف
وتوقفت انفاس
صدر البوح للخروج
وإذا خرجت
خرجت أنين ناي
عزفته اصابع حزين
فقد الامل
بنوايا الأخرين
وأصم سمع مشاعره
صدى البسمات
المزيفة
المثقلة بالنفاق
ورماد فقدان الرجاء،
واليأس من تشكيل
الكلمات
وعناق السطور
وشحن الفراغ
بالجمال والمعنى
وتسمرت القوافي
على جدران الركود
ضربتها مطارق الجزع
المتربص بها
بين أدغال الوحشة
في أقصى نقطة
على حدود الضياع
لم اعد انا كما كنت بالأمس
شحت جداول عزمي
لم يبقى فيها
الا غرين ذكريات
ومستنقع قلق الحاضر
المتحكم بتوجهاتي
نحو الأنعتاق من مخالب
أمنياتي المتهورة
وتمنياتي صخور
في شاطىء نهر الأنتظار
الذي جف منذ زمن بعيد
معلقة على صدر جرف
ممسك بتلابيبها
لا يسمح لها بالسقوط
ولا بالخروج
الى بر الأمان
لم أسمع صوت صديق
ولا همس حبيب
ولا زقزقة امل
او تغريد عندليب
او خرير ماء
انا في صحراء الغربة
لم أرى العودة الا سراب
اركض خلفه
وانا على يقين
انه خدعة ولكن
افضل من الجلوس
وإنتظار قوافل الأنتظار
القادمة من بلاد المجهول
استجدي منها العطف والحب
يسوقها العطش والخوف
بسياط القسوة والتسلط
الى هنا أسدل ستارة
المشي بين الأموات
وتصفح وجوه قبور
الأحياء
وأحفظ بقايا الكلام
في متحف النسيان
حتى يزوره انين المتعبين
فيستفيق قوافل من ألق
ليكتب قصائد بحروف الحرمان
على جدران سجون الطغات
لتندلع ثورة الفكر
سلاحها أقلام ممشوقة
تضع شتاتنا على خارطة
الطريق الصحيح
وتبني جسور الوصال
للعيش،بسلام
ونبذ الكراهية
وسد طريق الجهل بالوعي
وحمل مشعل الحرية
بقلم عباس إلسكافي
26/4/2025
تعليقات
إرسال تعليق