شموخ امرأة للشاعر د.محمود عمايا
شموخ امرأة
***
طلب أن يقابلها
لبست
وتجهزت
ومن اطيب العطور
تعطرت
و بأجمل ما لديها
تذوقت
يا سبحان الله
اصبحت ما احلاها
*
وحين حضورها
أعلمها عن الفراق
و أبكاها
وتركها
تشهق بأنفاسها
و تتغلثم
وعلى ناصية الطريق
أبقاها
دون رحمة تتألم
*
وأخذ خاتم الخطبة
ومحبسها أعطاها
من هول مصابها
لم تستطيع أن تتكلم
وقال محبتنا دعينا ننساها
و كأنه لم يذنب
و لم يأثم
،*
غداً ستجدين حبيباً
يسعدك
لا أنت نافعة
لي ولا حتى انا أناسبكِ
و لكن قبل سفري
أتيت لكي أعلمك ِ
فمتى أعود لا أعلم
*
قالت بصوت منخفض
ارحل ما تظن بي
و تحسبني
رخيصة
أتمسك بمن لا يقدرني
اذهب فحبك لم يعد
يناسبني انا من الكبرياء
ألا تعلم
*
ارحل و إياك أن تعود
فإني لا أهوى الجحود
انت من الحب كثير البرود
وكنت بحبك أتوهم
*
جلست وصداعٌ
أصابها
وهواجس كثيرة ملئت إحساسها
ولولا عنايت الله
كادت أن تفقد أنفاسها
وكل ما فيها قد أظلم
*
ومن ثم المرض أعياها
وكاد يقضي على صباها
ولكن قررت أن تقف
على قدماها
وتصلح كل ما تحطم
*
درست وتعلمت
و في الطب تفوقت
وأصبحت بعلمها لا تهزم
*
وتمر السنين
ويعود
خطيبها القديم
مقهور حزين
والهم قد أضناه
والمرض قد أفناه
خالي اليدين
دون أن يغنم
*
و يعيد الزمان الكرَّة
و يتقابلان
على حين غرَّة
وهو على التسكرة
يعاني من ألمٍ شديد
دون مؤنسٍ وحيد
يتألم
*
نظر الى الطبيبة
فاذا هي
من كانت الحبيبة
فلم يعلم ما يقول
وكأنه وقع في مصيبة
أمامها
بحاله المعدوم
نظرت اليه وقالت
عساك بخير
فطرق رأسه في الأرض
وقال حين تسامحيني
ينصلح الحال
وأصبح في أحسن الأحوال
فانا كل ماتذكرتك
أتندم
*
قالت وبكل ثقة بنفسها
والبسمة تملئ وجهها
وبشموخ مرفوعٌ رأسها
دعك من الماضي ولا تهتم
*
رب خير لم تناله
كان شراً
لو أتاك
خواطر
مبعثرة
بقلمي
محمود عمايا
تعليقات
إرسال تعليق