الحلم للشاعر عمر تلمساني
الحلم
إنه المساء..الشمس في الأفق قاب قوسين أو أدنى من المغيب..إنه لمشهد جد شاعري ،إنغمست في سهوة من أمري..رحت أجوب أغوار مخيلتي ،فرأيتني كأنني في متحف لأكبر الفنانين والمشاهير أمتع ناظري بأرقى اللوحات وسط زحام خفيف تارة و مسترقا النظر ذات اليمين وذات الشمال تارة أخرى ..فجأة شد إنتباهي وجود شخص كان يستقل لنفسه زاوية من زوايا المتحف..دنوت منه ألقيت التحية فاكتفى بهز رأسه و الحياء باد على محياه مختلط بشيئ من الحيرة و الحزن والاسى يكاد لا يظهر من ظلمة الزاوية دفعني الفضول لسؤاله،فطلبت منه رفع رأسه..فجأة نظر إلي في استحياء و أثر الدمع باد على خديه يا الله إنها ملاك آية في الجمال..وأنا بين الذهول و الإستفهام..! صحت قائلا ما بك ؟ماذا يبكيك؟فردت بصوتها الشجي كأنه سنفونية عذبة..قد فقدت أعز الناس..قاطعتها قائلا : أهو حبيب فأجابت بنبرة مغمومة نعم حبيب و أي حبيب ..بعدما أهديته قلبي ليتمتع بسرائر مكنوناته و جعلته أقرب إلي من حبل الوريد..بل جعلته دما يسري في عروقي ،وصل به الأمر إلى الخديعة و النكران تركني بين نيران الشوق و جراح الحنين لماض قريب..هنا صحت قائلا سحقا سحقا لمن لا يقدر كل هذا الحب و الوفاء و الجمال...فجأة سمعت صوتا يناديني كأنني في بئر عميق..إنه صوت أمي و هي تردد قم..قم..قد فاتك وقت العمل فقمت مفزوعا مبهولا..سميت الله و رددت في قرارت نفسي خيرا اللهم اجعله خير
بقلم/عمر تلمساني
تعليقات
إرسال تعليق