الشجاعة للأديبة د.فريدة نصر
السلام عليك يا صاحبي،
في أحيانٍ كثيرة، كل ما نحتاجه في هذه الدنيا هو مقدار هائل من الشجاعة. نعم، الشجاعة يا صاحبي. الشجاعة التي تمكّنك من أن تتقبل الخسارة في كل شيء، دون استثناء. الشجاعة لتواجه مسؤولية أفعالك ومشاعرك، وتتحمل نتائجها. أن تكون شجاعاً لتحمل توابع الفوز او الخسارة، وأن تمتلك القدرة على التقبل والصبر.
وأن تكون شجاعاً بما يكفي لتقف عند مفترق الطرق، تتخذ قراراتك بنفسك، وتكون المسؤول الوحيد عنها. وعندما يضطرب قلبك باليأس وتتكم فيك الحيرة، تذكر أن تتوقف قليلاً. امنح نفسك وقتاً تستجمع فيه قواك، تراجع فيه عقلك، وتلجأ فيه إلى ربك مستخيراً، ثم إلى قلبك، ثم قلبك مرة أخرى.
قدّم مراد ربك على إرادة قلبك، واختر بثقة وشجاعة، وتذكر أن الله وحده يعلم ما في داخلك، ويعلم ما ينفعك. و لا يعلم أحدٌ غيره. دائماً اختياره جميل ، وأقداره عظيمة، وما قدَّره لك هو خير مطلق، أما خياراتنا فهي مجرد خطوات نحو ما هو أفضل وأجمل.
كن شجاعاً في قبول تبعات قرارك، شجاعاً في عدم الندم، وإن داهمك شيء منه بعد ذلك، فلتكن شجاعاً في الامتثال لحقيقة أن الشجاعة في جوهرها تسليم. التسليم بمعرفة أن ليس لنا من الأمر شيء، وأن الأمر كله بيد الله وحده.
والسلام لقلبك،
بقلمي: رضا الرحمن غايتي
فريدة
تعليقات
إرسال تعليق