انفصام للأديبة إلهام طاهري
انفصام
من أنت؟
أنا الوفية المخلصة، التي تسعى دائمًا إلى جعل الآخرين سعداء. أنا من أتخلى عن كل شيء من أجل إنقاذهم، حتى أنني أتناسى أخطاءهم كي لا أخسرهم. أحبهم إلى حد لا يمكن تخيله.
هاهاها، وفية ومخلصة! كوني منطقية، عزيزتي، أين المنطق في كلامك؟ أنت أنانية ومغرورة. تحبين نفسك فقط، أسمعتِ نفسك؟ لا أكثر. إن كان مستقبلك ومصلحتك يتجسد في شخص أو شيء معين، ستحصلين عليه حتى وإن كان الثمن دفعك لتقمص أدوار بارعة في الوفاء والإخلاص.
ماذا تقول، أيها اللعين؟ ابتعد عني، أنا لست تلك التي تتحدث عنها.
تقبلي الحقيقة، أنا لست غريبًا عنك. أنا نصفك الآخر، لا تخافي مني.
سبق لي أن قلت لك، ابتعد عني، لا أريد أن أسمع كلماتك المزعجة. أنت كاذب ومحتال تريد تدميري!
كاذب ومحتال؟ لا، بل أنا صادق، أيتها الجبانة. تقولين إنني أنا من أريد تدميرك؟ هاهاها، يا لك من غبية. الذين يريدون تدميرك يتواجدون بالقرب منك، عزيزتي. افتحي عينيك جيدًا وتأملي في الحقيقة، لأنها أمامك، لكنك تتجاهلينها دائمًا. لم أستوعب هذا. على حسب معلوماتي، أنت ذكية. ماذا أصابك الآن؟
رأسي يؤلمني بشدة، لم أعد أحتمل. أريد أن أجلس في مكان بعيد عن البشر، وبعيد عنك أيضًا. لا أريد أن أفهم أي شيء، ولا حتى أن أفكر. أريد أن أنسى وأتناسى. لقد تعبْت من كل هذا، ارحمني وابتعد عني، أرجوك.
جبانة أنت. أصبحت ضعيفة هكذا. ما الذي تغير؟ أين قوتك وشخصيتك القوية وإيمانك، والمنطق الذي كان طريقك؟
هذا ليس ضعفًا، لأنني أريد بعض الوقت كي أستريح. إنني حقًا تعبْت.
لا أصدق، هل هذه أنت؟
نعم، أنا هذه.
تبا لك ولهم، ابتعدوا عني.
إلهام طاهري
تعليقات
إرسال تعليق