صفعة للشاعرة د.رفيعة الخزناجي
صفعة
لم تكن تتصور ولا تتخيل أبدا ما كتبه ، كان الأمل يعانقها ليلا نهارا ، لم تيأس ولو لدقيقه، كانت تترقبه بكل صبر ، تنتظره بكل شغف ، لا تستطيع أن تنساه وتنسى كلامه وكل ما همس به لها وكل ما كتبه لها ، ترى هل كان ذلك وهما ، كذبا ، هراءا ؟ هل كان عهده خيالا ؟
ألم يكن العهد ميثاقا غليظا ؟
كيف له أن يخذلها ويبتعد وينسى وعوده؟ كيف ... وكيف ... وتلك الأيمان الغلاظ، كلها كذب ؟ ويحي كيف لمثله صاحب المباديء والقيم ، من بأصله يفتخر ، من برجولته يعتز ، من يدعي أنه حامي المرأة ونصيرها أن يتخلى على مبادئه بكل يسر ؟ ويحها، هل كانت جد غبية ؟ صدقته وآمنت له ، أحبته وعشقته وروحها أهدته ؟ ترى ، هل هي بسيطة لدرجة أنه استطاع أن يمتلك كل شيء جميل منها وفيها ؟ هل كانت غبية ، جد غبية ؟ كيف وقعت في شراكه وحبه صدقت وقلبه حضته ، وكلامه حفظته ، وعيونه عشقت وبوجهه هامت و ....
غبية فعلا ....
فجأة هجرها ... وعنها ابتعد ... وعن الكلام معها امتنع ... والبكاء وهبها ... والوجع كساها .... والألم أهداها .... وبالحزن زين دنياها .... وأخيرا بصفعة قوية لطم خدها .... بها أيقظها من غيبوبتها .... نعم استيقظت .... ومن سباتها نهضت ... أخيرا تيقنت أن المشوار انتهى ... وكل ما كان فات ومات ... أصبح من الماضي ... والماضي لا ولن يعود ....
رفيعة الخزناجي/ تونس
#هلوساتي
تعليقات
إرسال تعليق