دقيقتين من عمري للكاتبة غريبي بختة


دقيقتين من عمري

أصبح عمري دقيقتين
و أنا أنظر إليك وراء المرٱة
أتصفح تعابير وجهك الحزين
و خطوط ملامحك الولهاء
و ابتسامتك بين الخلجات
لأعيش لحظة بعمر 
دقيقتين فقط
أباغت نظرات عينيك
الجائرتين 
المهوستين
الخائفتين
الهاربتين
بين الفيافي
بين كلماتي و أشعاري
أباغت رقصاتك 
على رأس قدميك الحافيتين
كملاك هارب من الجنة 
من صيحة الأطفال
كقصة مروغة للحن الموت المجيد
أباغتك
بين ألوان قلمي
و مدادي الأسود الداكن
مدادي المتفجر
بمئات الأيقونات و الأغاني
لا زلت ...
أعاتب وقوفي أمام  مرٱة ...
لم تشفع عني يوما
و أنا ألتحف ٱخر ريشة 
من طاووس أبيض
غائب النغمة و الألوان
طاووس هارب من  حضيرة
كثرت فيها كل أنواع الطيور
و لا زال الصياد
يمقت خطواته بين البندقية 
و الرصاص
يجازف بحياة ٱلاف الطيور
في حدائق الأزهار
و كثرة الألوان
أي لون أحبه
أي لون أريد أن أبدعه
أي لون أريد أن أضيفه
إلى كل مشروباتي ...؟!
و أنا أهوى القهوة
مسكن ٱلامي ... !
قهوة مزاجية تهوى لونا واحدا
مزيجا بين الماء و السكر
أيتها المرٱة
هل باقي هناك من قصائدي ؟
من يلون شعري و هندامي
و خطواتي ... ؟
هل باقي هناك من قصائدي
من يكتب عني شعرا
في كل مقال
هل هناك لونا ينافس ألواني...؟!
فلم يبق في غرفتي 
غير أنا و مرٱتي
أنا لم أشتر يوما مدادا
فكل الأقلام مركونة 
في زاوية غرفتي
أيتها المرٱة المكسرة ألواني
أنت لست حبيبة الموت
أنت حبيبة حياة 
يهواها قلبي
لا أعرف من أكون
سوى وقوفي أمام مرٱتي 
قبل دقيقتين من حياتي ...
الكاتبة غريبي بختة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمل كاذب ولا حقيقة مرة للأديبة د.هبة رعد

حُقَّ الوداع للشاعر د.قسطة مرزوقة

أنين العذارى للأديبة غاده بوشر