حوار ساخن للكاتبة غريبي بختة
رسائل من دمشق إلى بيروت
( حوار ساخن )
كلفني العمر كله للكتابة لك ...
كلفني ذبح وريد من قلبي يعادل ٱلاف الصرخات
و ٱلاف الكلمات و كل المتفجرات
للوصول إليك و الكلام معك
كعاشق مهلوس يأبى الإستسلام لأنياب الدهر
كلفني هديل حمام أبيض
يحوم الفضاء و ياسمين دمشقي
يفور بين نافورة الماء و مروحية الحقول
و طحين الخبز اليابس
بين أنامل سمراء و أفواه مفتوحة على غدير الصباح
هي مجرد توقيع سلام صباحي ساذج
مفعم بالجمال و الٱهات و كل أخضر فتان
و فساتين فتيات في مقتبل العمر
يغمرهن جمال بديع كحوريات بحر
تنتظر الإستسلام لدفئ الرمال الذهبية
المترنحة على ضفاف الأنهار و البحار ...
نحن لا نكبت الصمت بين جماجم رخوة
كتداول القهوة الساخنة بين الفلاحين و الفقراء
نحن نبلع كلمات من الصخر تجف كجفاف الحلق باندفاع الٱهات ....
نحن نكتب كلمات نعبر القارات
بلسان عربي
و دوي عربي
و دم عربي
فعلا نحن نواكب زمنا كثرت فيه الفتن
ذعر و نار وجحيم و أقاويل مرسومة على أخاديد الكهول و الشيوخ رافضة ظلما متلازما مكانا ائتلف
صرخة الأطفال و النساء و الشباب ...
أين نحن وسط هذا الزخم من الردم ؟
أين نحن بين أصنام لا تتكلم و عقول فاجرة باذخة
تتوارى وراء السوط بين الضحية و الجلاد ؟
كأسطورة إغريقية قديمة أين مفاتن
الرقص و الموسيقى و الوهج و الشموع
البيضاء تحل محل لغة الجسد التي يقدسها الجميع ...
أصبح كل شيئ بالمجان يذوب في حلقات
الموت كمعادلة إقليدية ...
فعلا نحن نتألم بعمق و كأن الألم موروثا
يجهض ذاكرة الجميع
فنحن نملك أيادي مضجرة و أنفس
موحشة أوشكت على الإنهيار
بيروت أبثك حبا متلازما و يقينا صادقا
يفجر ٱليات القوة لديك
مصاغا بكل الجماليات التي يحملها فؤادي
المنكسر بقدر الريح
و المطر و بقدر قصص ألف ليلة و ليلة
فلا يمكن أبدا أن تكون سماؤك ملبدة
و أرضك رمادا
قوافل من الورد و الحب أبعثها إليك ...
فنحن لا نبيع الورد
لأننا نحن من نجيد صناعة الورد و الياسمين
و نزفه على مر الدهر
و الأزمان
سلامي لاهوتي مدبلج
بكل لغات العالم
الكاتبة غريبي بختة
تعليقات
إرسال تعليق