فنجان عسل مر للأديبة غريبي بختة


امرأة ... فنجان عسل مر
           (وأقدار)

كنزتُ البحر و الدرر في حقائبي 
ورحت قاصدا أبواب الأقدار
في رحاب العنقاء طائر متجبر 
يركض وراء البسمة والترحال 
يرش بريشه فتات حياة 
ومن الرغيف منه مالا يستهان 
رأيت حبيبتي تمشي حافية القدمين 
وفي يدها فنجان 
بعينين كائنتين بين الصمت والهوى
لم أعرف من هو صاحب المقال 
سألتها من أين أنت يا مغاوية؟!
قالت أنا امرأة الزمان ....!
اسكب لي صفيحا من حديد ساخن
و جُرْ أمامي كل حزين 
مغترب الهوية والعنوان 
سألتها ماذا تقولين يا أنت؟!
قالت أنها تبحث عن امراة 
من قدم الزمان 
تشبه الربيع والخريف وانعدام المكان
تشبه خصائل شَعرٍ مضفورة
وشفاها قرمزية كخاتم سليمان
وعينان نضارتان بالوهم و الخيال 
وخيام مكنوزات في التراب
بين الصخر والفتيل 
وقشة مرمرية 
كأضغاث أحلام 
من أنت يا امرأة ؟!
انا امرأة آخر الزمان 
وافدة إليَّ الأمم والاجناس
باحثة عن حظ بين الخيام والصخر
و قطرات الفنجان 
كلامي من وهج و قطران 
يحاورونني بعناقد ذهب وفضة و ألماس 
و الباقي قماش و حرير وكتان 
يُسْكِنونني قصورا وزرابي
وأخاديد حب ونشوة 
وخذلان 
يُشْرِبُونني عسلا وسكرا
وفاكهة كالرمان
من أنت يا امرأة ؟!
انا امرأة خرافية الجمال 
عشقت نبيذا 
وسكرا 
وخياما ليس لها أوتادا ولا مسمار
عشقت دهاليز الحكم والأمثال 
وفي المقال
انا صاحبة المقام ....!
فأنا اسافر إليك في مغمسة
من كؤوسي ....
دون أن تدري لِيَ عنوان
عشقت النار دخانا 
و الدخان نارا
وشربت قهوة معك 
من نفس الفنجان ...!
فأنا أسكن رواسب الفنجان
ولن ارحل منه إلا بعد 
أن تنتهي كل الأحلام 
وتغيب كل النساء
بعيدا عن حدائق الجمال و المرجان
انا الحياة ايها الاحمق ...!
بعد اندثار البشر و الأقوام 
لاترهقني ...
لا تبحث عني ...
فإن أناملي تزهق الأرواح ....
بعد اغتيال الأشواق و الأحلام 
فبيني وبينك بحرا مسجرا ...
سأرمي فيه بحروفي و هندامي
 وعسلي و أقلامي 
لتقرأها قبل فوات الأوان
و هاهو فنجاني ...
أعتذر ....
هو عسلا مرا كالأقدار
بقلم الكاتبة غريبي بختة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمل كاذب ولا حقيقة مرة للأديبة د.هبة رعد

حُقَّ الوداع للشاعر د.قسطة مرزوقة

أنين العذارى للأديبة غاده بوشر