الضياع للشاعرة فاديا محمد درغام
الضياع
تزوجت وكنت في أتم السعادة مع زوجي ، ولاسيما أن الله رزقنا بأطفال
أصحاء سعدنا بهم ، و كبقية خلق الله دخلت عالم الانترنت ، وألصقت صورتي على صفحتي الشخصية ،
وبدأت طلبات الصداقة تنهال علي وكثر حولي المعجبون ،
إلى أن تعرفت على أحدهم وأصبح يراسلني على الخاص ،
أمطرني بالكلام المعسول والإطراءات ، بأنني فائقة الجمال وأملك مقومات أستحق بأن أعيش كأميرة في قصر وحولها الخدم ،
أصبح جل وقتي على الإنترنت على حساب بيتي وأطفالي ماأثار بعض المشاكل بيني وبين زوجي ،
واستمرت العلاقة إلى أن أفصح عن حبه الجارف ، وأنه سيوفر لي كل السعادة مستغلا بعض المشاكل التي كنت أتحدث عنها بيني وبين عائلتي ، واستمرت العلاقة إلى أن أصبح يرسل بعض صور الملابس التي يحبني بها ، وهكذا أصبحت أطلب من زوجي نفقات إضافية كلما بعث بشيء جديد لأشتريه وأرتديه لإرضائه ، منتظرة الإطراء والمديح متناسية أنني أرهقت زوجي بطلباتي ، والتي لاتنقطع وهذا مازاد الطين بلة ،
تواعدنا على أن نلتقي مرات ومرات مدعية زيارة الطبيب أو زيارة إحدى صديقاتي ، لكن في كل مرة يخلق الأعذار عن حضوره للقائي ،
مرفقة بصور على أنه مرة مريض ومرة أصيب بحادث وهكذا صدقته في كل أكاذيبه ،
حتى حلت علي اللعنة وشجعني على الطلاق طالبا الزواج مني ، انجرفت وراء عواطفي وراء وعوده الوهمية ،
متناسية أنني أميرة بيتي بل ملكة
وأنني في جنة أحسد عليها ،
طلبت الطلاق مدعية استحالة الاستمرار مع زوجي وبأنه هو السبب وهو من سلب حريتي ،
فلم يصغ إلي وكأنني لم أطلب شيئا إلى أن أتت الليلة المشؤومة وبعد سماع المحداثة بيني و بين الكذاب .
أعترفت بخيانتي
تنازلت عن كل شيء وحتى عن أطفالي .
غير ٱبهة لما ينتظر أطفالي من شقاء 😪
وبكل أنانيتي كنت في أتم السعادة لحظة الإنفصال ،
أخبرته أنني حصلت على حريتي فرد بكل برود اعذريني لم أكن يوما قريب منك ، شكرا لقضاء أوقات ممتعة فأنا خارج الحدود ،
فمن تهدم بيتها وتتخلى عن أطفالها لايؤتمن منها ، وداعا ،
وها أنا الٱن أذرف دموع الندم وغصة الحسرات تكاد تخنقني بعد أن خسرت كل شيء وأصبحت مشردة متسكعة على الأرصفة كالمجنوتة ، تلاحقني نظرات الشماتة ، والشتيمة فلامظلة تقيني برد الشتاء ولا ظل يرد حر الصيف عني .
بقلمي فاديا محمد درغام
تعليقات
إرسال تعليق