حكاية الحروف للأديبة د.نوال إبراهيم
حكاية الحروف: كتابة تنساب من القلب
في كل يومٍ أعيشه، أشعر بالحياة تتجدد في داخلي. قررت أن أكتب كل ما يجول في خاطري وأحكي قصتي بأبجديتي الخاصة. لا أعرف إذا كان هناك من يستمع أو يقرأ، ولكنني أصر على كتابة كلماتي. فقد أصبحت الكتابة لي لحنا يتردد في رأسي وترتبط كلماته بأوتار قلبي.
عندما أكتب، أفتح بوابة إلى عالمٍ خاص بي، أعبر فيه عن مشاعري وأفكاري بحرية تامة. أستخدم الكلمات كأدوات لأبني عوالمًا جديدة، أحمل فيها آمالي وأحزاني وأحلامي. فقد أدركت أن الكتابة قدرتها عجيبة على تحويل الأفكار الملتبسة إلى كلمات وعبارات واضحة تستطيع فهمها وقراءتها أعداد لا تحصى من الناس.
في لحظة أغوص في أعماقي، أكتب عن الألم والحزن، وفي لحظة أخرى أكتب عن الفرح والأمل. وأثناء كتابتي، أشعر بكلماتي وصرخاتي تبتعد عني وتذهب إلى الآخرين، تندثر في الفضاء وتصطف على أبواب قلوبهم. فقد أصبح للكلمات قوةٌ سحرية تتحدث للناس بصدقٍ يلامس أعماقهم.
عندما يصل صوتي إلى الأذن الصحيحة، تبدأ العجائب في الحدوث. فقد لا يكون المعنى الحرفي هو المهم، بل التأثير العاطفي الذي تأتي به الكلمات. يجد البعض أنفسهم في كلماتي، يفهمونني دون أن أشرح، ويشعرون بما أشعر به. ومع ذلك، هناك من لا يستوعبون كلماتي، يعتبرونها مجرد خرابيط، يسخرون منها ويستهزئون بها. لكن لا أكترث بذلك، فأنا أكتب بصدقٍ وعشقٍ، وأنتظر حتى يجد صوتي طريقه إلى الناس الصحيحين.
الكتابة ليست فقط حرفا على ورقة، بل هي لغة تعبّر عن العواطف والأفكار والأحاسيس. هي وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي ورياح التغيير. فشخصٌ بخاطرةٍ يمكنه لفت الأنظار وتغيير مسار الأمور. لذلك، سأواصل الكتابة وأستمر في نشر مشاعري وأفكاري، على أمل أن تصل كلماتي لمن يحتاجها وتترك بصمةً في قلوبهم.
بقلمي (نوال وهبة )
تعليقات
إرسال تعليق