لحظة خاطفة للشاعر محمد أحمد غالب
لحظة خاطفة:
::::::::::::::::::
وحين مررت بمحاذاتك على غير موعد حيث لا لقاء ولا ترصد لفت أنتباهي قوامك المتواضع وتمايل جسدكٍ المتوازن كأغصان شجرة مثمر تداعبها على خجل نسيمات الرياح الهادئه، فأكتفيت بالنظرة الأولى وحاولت أكمل طريقي إلى حيثُ وجهتي.
ولكن قلبي وقف أمامي يرتجف وقال لي رويدك رويدك إلى إين تذهب بي فبالله توقف برهتاً، وشعرت بنفس اللحظة تسمر قدماى في مكاني.
فدار حينها حوار بين قلبي وعقلي حول أسباب التوقف فقال عقلي ماذا جرى لك إيها القلب، فرد قائلاً نظرة لا تكفيني من ذات المحاسن والدلال فبالله زيدني نظره وأمعن النظر، فنظرت إليك وأمعنت النظر حينا نبض قلبي عاد إلي و أستقر وعقلي من محاسنكٍ أفتتن من أين أبدأ وماذا أقول ومن أين أغترف المعاني علني أوفيكٍ حقك من الوصف.
فمشيكٍ على استحياء أخجل ناظري، وعينيكٍ واسعتان مستوحاه من تلك المهاء وخط ذاك الكحل على الرمشان كصمام الأمان، والنور من وجهك المستدير مشع مستمد نوره من تلك القمر، ممزوجً بحمرة خدودك الوردية التي تعتلي غمازتان مغرورقتان يكمن حواليها سر الجمال، عليكٍ حاجبان كأنها قوس رمح سهامها شعاع نظرك الثاقب، خشمك نحيل براق كأنه نصل سيف يماني مرصع بالعقيق.
أما الشفاه فاتنتي وما أدراكٍ ما الشفاه كأنها العناب كم أسر لبي حلاه، أسنانكٍ الغراء كأنها عقد لؤلؤ منظوم بحكمة واقتدار، والشهد في تغرك يفوح بعرف النحل يهنا قليبه من جناه، والعنق يا ليلاه عنق الغزاله يناطح الغيم لا سابع سماه، والصدر بستان مستوحى من الجنة ومن خضر الربا، ما تطلب النفس بطرفة عين تجنيها يداه.
والمسك والريحان من عرفك يفوح يا سعد ومن يشوفك مرة أخرى أو يحضى في لقاكٍ.
إلى هنا سأحط رحال ناظري حفاظاً على قلبي أخاف من شدة اللوعة يذوب واستغفرك يارب من تتابع النظرة النظرة فالقلب ميال وأنت غفار الذنوب.
بقلمي د. محمد أحمد غالب أحمد_الحمهورية اليمنية
تعليقات
إرسال تعليق