الصحابي أبو أيوب الأنصاري للأديبة د.نادية حسين
"الصحابي أبو أيوب الأنصاري "
عندما سافرت إلى اسطنبول قمت بزيارة العديد من المعالم الأثرية والتاريخية الرائعة التي تحكي عن عظمة وقوة الإمبراطورية العثمانية.. من مساجد ومتاحف وقصور...
فقد شهدت الأراضي التركية الكثير من الحضارات المتتالية ، التي تقدمت وازدهرت ، ثم فنت واندثرت وتركت أثارا تدل على تواجدها من قديم الزمان.. تشمل هذه الآثار النقوش والمباني والمتاحف والمساجد والكنائس العريقة....
ومن بين المعالم الأثرية التي زرتها.. ضريح أبو أيوب الأنصاري..
هو خالد بن زيد بن كليب أبو أيوب الأنصاري ، صحابي من بني النجار من الخزرج.. وقد استضاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بيته عندما قدم إلى يثرب (المدينة) مهاجرا ، وأقام عنده حتى بنى المسجد النبوي ، وآخى بينه وبين الصحابي مصعب بن عمير...
اكتسب أبو أيوب الأنصاري شهرة واسعة وذاع صيته على نطاق واسع من الأرض.. وذلك عندما استضاف الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته أول ما قدم إلى المدينة المنورة، وقد لبث الرسول صلى الله عليه وسلم في بيت أبو أيوب الأنصاري شهراً ...ويطلق على أبي أيوب الأنصاري عند الترك لقب
"مهماندار رسول" والتي تعني باللغة التركية مضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وعرف عن أبي أيوب الأنصاري أنه عاش حياته كلها غازيا ،
فهو لم يتخلف عن غزوة غزاها المسلمون في عهد النبي..
شهد أبو أيوب الأنصاري مع الرسول صلى الله عليه وسلم
جميع الغزوات والمعارك ،وتكفيه مشاركته في غزوة بدر والتي كسب من بعدها المكانة الرفيعة والمنزلة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى..
و بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. بقي الانصاري يقاتل حتى وهو طاعن في السن ، يزيد عن الثمانين..
فقد كانت آخر غزواته حين جهز معاوية بن أبي سفيان جيشا لفتح القسطنطينية بقيادة إبنه يزيد، عام 668- 670.
وعلى الرغم من سن أبي أيوب الأنصاري ، إلا أنه أصر على المشاركة في هذه الغزوة التي سيتحمل فيها عناء القتال والسفر مسافات طويلة ، كما أنه أراد أن يشهد "فتح القسطنطينية" التي ورد فيها خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم " لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش"...
لذلك طلب أبو أيوب المشاركة في جيش يزيد بن معاوية.
وعندما اقترب جيش المسلمين من القسطنطينية ، مرض أبو أيوب ولم يستطع مواصلة السير والقتال..
وبحسب كتاب "تاريخ الدولة الأموية" للمؤلفة إيناس البهيجي.. فإن يزيد جاءه وسأله: ألك من حاجة ياابا أيوب ؟
فقال: إذا مت فاحملوني ، فإذا صافقتم العدو فارموني تحت أقدامكم. أي أنه يريد أن يحمله الجنود إلى أبعد مدى يصلون إليه في غزوتهم تلك ، ويدفنونه عند مكان القتال...
فقد استشهد رضي الله عنه خلال مشاركته في فتح القسطنطينية...
لم يستطع المسلمون فتح القسطنطينية إلا بعد حوالي 785عاما من هذه الغزوة ، على يد السلطان العثماني محمد الفاتح ، يوم 29 مايو 1453، ومن هنا بدأت قصة أبي أيوب الأنصاري مع العثمانيين ، الذي يحترمونه ويرجع اليه الفضل في إصرار أجدادهم العثمانيين على فتح اسطنبول..فهو الصحابي الوحيد الذي دفن أثناء قتاله على أسوار المدينة......
بقلم ✍️ (د.نادية حسين)
تعليقات
إرسال تعليق