رحلة التحدي للشاعرة د.روان نرجس
نمشي مع خطوات الزمن،فجأة،و في غفلة من أمرنا يخطف نور غريب أبصارنا كسارق محترف يعرف كيف يُراوض جيوب المارين ،كأنّ عقارب ساعتنا توقفت، فتجمّدت أحاسيسنا و عقولنا ،عدوى و مسّ للحواس المتطفّل فيروس لا يرحم.
كم من فيروس يُرافقنا في هذه الرحلة؟؟؟
قال لي صاحبي:تعوّدي على الفيروسات المتطفّلة فالأرض معقّمة منذ خلقنا،
ونحن أيضا معقّمون منذ طفولتنا ضدّ اللا شيء.
السور الجليدي الذي بنته السماء لم تنتبه له الشمس منذ قرون.
قلت: فكيف نعيش مع فيروسات جمّدها التاريخ؟
هل ستحنّ الشمس يوما إلى من نُفي في الجليد فيذوب عشقا في دفئها و يُكمل معنا الطريق الوعرة دون أذى؟
قال و هو ينظر من نافذة القطار:أتدرين أن الظلام مأوى للأجسام الغريبة التي لا يمكننا رؤيتها بعين مجرّدة؛
هل تستطيعين رؤية شيء ؟
قلت:لا
قال:افتحي نور هاتفك،هل ترين شيء؟
قلت:القليل،بعض الأشجار و النجوم فقط،حتى القمر لا يظهر لي..،ربّما أغمض عينيه تحسّبا لأي طارئ يتسلّل عبر المجرّة.
قال:لا يمكن رؤية كل شيء عن طريق نور إصطناعي،أو القمر و النجوم ومهما كانت الأنوار كثيرة يبقى الظلام يتحكّم في كل شيء.
والشمس كوكب يحرق نفسه منذ الأزل من أجل ظلام سكن الفضاء، لكي تحرس الكواكب الأخرى من شرّه،فكيف لفيروسات متجمّدة التجول في الأرض دون علمه.
هل تجمّد قلب الشمس من الحرقة حتى تنازلت عن دورها في الحياة؟.. فيذوب جليد المنفى و تخرج منه كائنات ضّارة من كل مكان وزمان.....
لا ثقة في نور يأكله ظلام الليل...
و لا في أجسام تعوّدت على جليدها لقرون.
بقلمي....روان نرجس
#رحلة #التحدي للوصول إلى النور
تعليقات
إرسال تعليق