رحلة من الحياة للشاعرة أم جهاد السلطي

رحلة من الحياة

الحياة رحلة قطارها عمرنا و محطاتها مراحل من حياتنا ... ونحن في عمر الزهور تبدأ عقولنا الصغيرة بالحلم ، الحلم بغد جميل يسعدنا و يسعد من حولنا ، فنعيش حياتنا نبحث عن محطات  ترتاح فيها قلوبنا و نجد فيها  ضالتنا .

في طريق رحلتنا ننضج تدريجيا و ندرك ان ليست كل المحطات التي نمر بها تسعدنا ...

احيانا  كثيرة ستتوقف عند محطة يكون فيها انتظارك طويلا و مملا ، لا شيء يحدث ، لا  سعادة تطرق بابك ، لا أمنية تتحقق ، وكل  شيء  اردته من اعماق قلبك يضيع منك ، فترى كل الناس تتغير و أنت قابع هناك في مكانك تحاول عبثا تحقيق أحلامك  

يتسرب اليأس  إلى  أعماقك ، تظن انه لن يفارق خطاك ، فتحتاج بشدة  ان  يُطَمئن احدهم  قلبك ويقول لك : لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام . 

ترفع رأسك إلى السماء بعيون دامعة وأنفاس متقطعة و انف محتقن تسأل بقلب موجوع :

هل  تخليت عني يا الهي ؟ لماذا تسلب مني الحياة  كل شيء تعلقت به  نفسي ؟ 

هل تسمع نداءاتي وصلواتي و صراخ روحي في جوف ظلام الليالي الحالكة ؟

لماذا لا حظ لي ولا نصيب ؟؟؟كلما ظننت ان شمسي ستشرق أفاجئ بها في بحور المجهول تغيب.

تحني رأسك مستغفرا ثم تقول : سامحني يا  الهي ما قلت ما قلته لولا أني تعبت ...

رغم العقبات التي تواجهك تقاوم  يأسك، و تحاول  بإصرار ايجاد  طريقك  في الحياة... 

يأتيك  يوم  تجد نفسك في محطة أخرى ، ربما أفضل من الذي ضاع و بكيت من اجله ...ولولا ما ضاع ما كنت اكتسبت الأفضل  ..حينها تفهم ان ما  ظننته سُلِب منك  لم يكن مناسبًا لك ، وان حظك  كان  اجمل مما توقعت وان شمسك كانت  تختبئ وراء غيوم سوداء مؤقتا حتى تقدر قيمة شعاعها حينما تسطع  وتغمرك بدفئها ......

ليس كل ما فقدته  كان قادرا على إسعادك ، فربما هناك أشياء يخبئها لك القدر لم تخطر يوما على بالك تسعدك اكثر مما توقعت  

ليس كل انتظار طويل يجعل العمر يمر هباء، فقد  يأتي بعد الانتظار خير  يعوضك عن كل ما ظننته ضاع منك..... 

ليس كل يأس نهاية أمل ، فقد يكون اليأس مرحلة تتعلم فيها كيف تكون ممتنًا للحياة عندما تبتسم لك ...

ام جهاد السلطي