تركت أعشاشها للأديبة المبدعة فاطمة محيسن الجنابي
{**تركت أعشاشها **}
كل العشوش المبنية، جمالها بزقزقة الطيور الصغيرة واهتمام الطيور بصغارها واطعامهم بعشق وأرتياح، وكما نلاحظ أنه كلما ذهبت الام لإحضار شيئاً ما، قام الاب بواجبه وحماية صغاره وذلك بفرد جناحيه ليخبؤهم من الحر والبرد حتى تعود الام ...
وتبقى هذه الحالة الفطرية والقدرة الالهية حتى تكبر الطير وتتعلم ان تأكل وتطير لوحدها وتبدأ الطيور تغادر العش شيئا فشيئا...
كما تعتمد الطيور على نفسها ومن الممكن ان تذهب بعيدًا وتبني عش خاص بها فيبقى عش الاهل فارغا من الطيور لكن مليئ بالذكريات... وكلما نظرت له سمعت زقزقة عصفور ورائحة اهتمام ...
وقلب مكسور!!!!
الأماكن التي تعيش بها وتستأنس بها وتقضي بها طفولتك حتى وان كانت صغيرة هي بالنسبة إليك وطن كبير وهجر هذا المكان يجعل بالقلب كسر، ومهما غبت عنه مجرد أن تلمحه بالصدفة تسترجع كل الذكريات، وأقسم انك ستسمع لها همس كما ستشعر بقلب يخفق وعين تدمع ورائحة حنين واهتمام وأنين وتتذكر كل الضحكات والمناسبات وكأنها مكتوبة على ذلك المكان القديم وبكل حجرة ذكرى شيئا ما ياخذك للماضي بأقل من ساعة...
فكيف لنا ان لانهجر اعشاشنا التي نحب ...
وكيف لنا ان نجلب الذكريات الجميلة في اي وطن نعيشه ...
وكيف...وكيف
يبدو لي كأن هذا الشيء أمر كوني نعيش بدوامته طوال العمر ...
فنحن نترك اعشاشنا ونبني عش وتكبر صغارنا وتهاجر وتبنى عشها بعيدًا عنا...
بقلم:
فاطمة محيسن الجنابي/العراق
تعليقات
إرسال تعليق