لقاء غلفه الضباب للمبدعة فاطمة الأحمر

لقاء غلفه الضباب
بعد رجوعه من المعتقل الذي دام خمس سنوات...أول شيء قام به زيارة المكان الذي كان يتردد عليه كثيرا مع حبيبته التي لم يعد يعرف شيئا عنها من يوم اعتقاله
مقهى يطل على البحر تعودا معا الجلوس فيه مساء كل يوم لمشاهدة غروب الشمس ..
جلس وطلب فنجان قهوة كالمعتاد وكأس عصير كانت تحتسيه حبيبته في كل مرة يزوران فيه المقهى ...
اخد فنجان القهوة ووضع كأس العصير على الطاولة....بين كل رشفة ورشفه كان يكلم كأس العصير متخيلا حبيبته جالسة معه..
حبيبتي عجبك العصير؟
هل طعمه لذيذ؟
أطلب لك شيئًا اخر ؟
انظري البحر جميل هذا اليوم..السماء صافية.
لحظة الغروب جذابة...عاش وقتا مريرا وهو يكلم كأس العذاب...نزل إلى الشاطىء وهو يتمشى استرجع شريط الذكريات الجميلة 
كيف كانا يمشيان وأيديهما متشابكة..
كيف كانا يرميان بعضهما بالرمال وماء البحر..
كيف كانا يقفزان ويمرحان ويسقطان على الأرض وضحكاتهما تتعالى مثل طفلين لا يحملا هما ولا مسؤولية في هذه الحياة..
احس بغصة في صدره كادت تخنقه...جلس على صخرة بدأ يتأمل الأمواج  تتلاطم فوق الصخور كأنها ترحب به وتخبره باشتياقها له...وتسأله عن سبب غيابه 
وعن حبيبته....بدأت دموع الشوق والأسى تنهمر من عينيه كسيول على خديه...أغمض عينيه ..لم يشعر بنفسه إلا وهجوم أمواج البحر عليه تتلاطم..ايقضته من شروده قائلة له انهض عد لنفسك عش حياتك هذه حال الدنيا كثيرا ما تفرق الاحباب والعشاق ..
مشى كأنه يجر حملا ثقيلا وراءه..غابت الشمس وأضواء المدينة صارت تتبدى له من بعيد وضباب يغلف الواقع بأجنحة مكسورة وأمنيات ضاعت في دنيا الحرمان.....

                          فاطمة الأحمر


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمل كاذب ولا حقيقة مرة للأديبة د.هبة رعد

حُقَّ الوداع للشاعر د.قسطة مرزوقة

أنين العذارى للأديبة غاده بوشر