لقاء الأرواح للمبدعه مها سلطان

رؤى ...
عندما ... تلتقى الأرواح
الأن موعِدُنا ... فى نُزل الزُهرة ...
 هكذا ... همست الأحرف ... وهى تطل برأسها ... من بين صفحاتى ...
 همستُ لها ... كنت أنتظرك ... أعرف  إنك ... تحسبين الزمان ... بالثوانى ... 
خرجت متباطئة ... من بين أوراقى ... أسرعتُ إليها ... وأنا أقول ... مابك ... 
ألا تريدين الذهاب الأن ... 
بقيت ساكنة ... 
أخذت أستحثها ... وأنا أقول ... هَلُمى ... أسرعى ... 
خبأت ... وجهها بيدها ... وهى تهمس ضاحكة ... لا لا لا ...
ياااااااااااااااالله ... هناك شىء ... تخفيه  وتدبره ... تُرى ماهو ... 
إستمر الحال ... هكذا ... لحظات وهى تنظر من بين ... أناملها ... وتضحك ...
 قلت لها ... أعرف أن هناك سر ... تخفيه ... 
سمعتها ... تهمس ... ياااااالله ... إننا كتاب مفتوح ... أمامها ... لانستطيع إخفاء شىء عنها ... لا مفر ... 
حاولت الإمساك بها ... أخذت تتقافز حولى ... وهى تهمس ... إنتظرى ... بُرهة ... 
أحسست بقلبى ... يخفُق بشدة ... يااااااااااااااااااااااالله ... أعرف هذا ... الإحساس ... 
ياااااااااااااااااااااااالله ... أنه هنا ... قريب منى ... قرب حبل الوريد ... أشعر بأنفاسه ... من حولى ... تحيط بى ... إلتفت خلفى ... لأجده ... ماثلا أمامى ... 
فاتحاً ذراعيه ... وهو يهمس ... هلمى ... إسرعى ... سبقتنى إليه ... أحرفى ... لتستكين بقلبه ... وهى تضحك ... وتقول ... نحن أولاً ... لأنها فِكرتنا ... فى إسعادها ...
 فإحتواها بين ... راحته ... وضمها لقلبه ... وهو يهمس ... وأنتِ فكرتها ... فى إسعادى ... تُشكلين مشاعرها ... وحبها ... ونبض قلبها ... ليكون شاهد ... على الحياه ...
جذبتنى الأحرف ... إليهم ... وهى تقول ... سبقناكِ إليه ... وسبقنا هو ... إليك ... ياله ..... من حب .... 
دائما أنت ... بقلبه ... لاتبرحيه ... 
أعلنا راية الإستسلام ... لكم ...
سكنتُ بقلبه ... وأنا أهمس ... كم أسعدتنى بحضورك ... لنذهب معاً لنُزلنا ...
 قال ... لأننى عرفت تلك السعادة ... من قبل ... عندما كنا معا ... 
قالت الأحرف ... هيا بنا ... إذن ...  لأننا فى شوق للقاء أصدقائنا ... 
خرجنا معاً ... فى إتجاه .... نُزل الزُهرة ... يداً بيد ... يمتلأ قلبينا ... بالحب والصفاء ... وتحوى أرواحنا ... نقاء الكون كله ... 
ياااااااااااااااااااااااااالله ... ماهذا النور الذى يملا الكون ... 
ماهذا الضياء ... الذى يغمره ... ماتلك  الأصوات ... التى تعلو فيه ... 
ما تلك الهمسات المتخفية ... بجوف الليل ...
 يااااااااااااااالله ... فاقت قدرتك ... كل شىء ... 
إستقبلتنا الأرواح ... والقلوب ... مستبشرة  فرحة ... وهى تقول ... كنا فى إنتظاركم ... إشتقنا لكم ... كثيراً ... 
همسنا لها ... هذا النُزل مستقرنا ... لنهاية الأجل والحياه ... 
الأرض بالنسبة لنا ... دار فناء ... نتواجد بها فقط ... بأجسادنا ... ولكن قلوبنا ... وأرواحنا ... هنا معكم ... مادام فى الأجل بقية ... 
أخذنا نتسامر ... ونتجول فى النزل ... يالها ... من قلوب وأرواح ... تقية نقية ... تآلفت ... بيد الله ... 
قارب الليل ... على الإنتهاء ... إجتمعت القلوب والأرواح ... معاً ... وسرى فى الكون الفسيح ... أصوات الدعاء ... والإستغفار  والتسبيح ... تلك الأصوات الخاشعة ... تدعوا وتبتهل ... لله ... الواحد الأحد ... 
الأن ... حان موعد ... فجر جديد ... فى حياه الكون ... 
إجتمعنا معاً ... فى صلاه خاشعة ... لله ... تقربناً له ... لتمدنا بالقوة ... لمواجهة الحياه ... 
أشرقت الشمس ... لبداية يوم جديد ... فى حياه البشر ... 
عُدنا للأرض ... بأجسادنا ... فهذا فقط ... ماللبشر فينا ... فلم يعد لهم سلطان ... على قلوبنا وأرواحنا ... مابقينا ... فى هذه الحياه ... 
23 مايو 2012 
مها سلطان


تعليقات

  1. تقديرى للتوثيق القيم الذى منحتوه لأحرفى وكلماتى ونبض الإحساس لكم إمتنان حرفى وودى

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمل كاذب ولا حقيقة مرة للأديبة د.هبة رعد

حُقَّ الوداع للشاعر د.قسطة مرزوقة

أنين العذارى للأديبة غاده بوشر