رحلة مهاجر
قصة قصيرة…
رَحْلِه مهاجر…
, مَرّ طَائِرٌ مُهَاجِر مُتْعِب مِنْ سَفَرِهِ الطَّوِيل بِشَجَرَة كَبِيرَة نَزَلَ عَلَى غُصْنِهَا طَالِبًا مِنْهَا أَنَّ يَبْنِيَ لَهُ عِش يَأْوِيه . . سَأَل الطَّائِر الشَّجَرَة مابك آيَتِهَا الشَّجَرَة حَزِينَةٌ وَالرِّيح تَحَرَّك أَوْراقِها فتتمايل بِحُزْن أَخْبِرِينِي فَأَنَا الْآنَ صَدِيقِك وَالصَّدِيق لَا يُخْفِي شَيْئًا عَنْ صَدِيقِهِ يُسِّرَ لَهُ مَا يَكُنْ فِي دَاخِلِهِ مِنْ أَشْيَاءَ تتعبه . . شاركيني قِصَّتَك عَلِيّ لأخفف عَنْك آيَتِهَا الصِّدِّيقَة . . إجَابَتُه وَهِي منهكة بتنهيدة تِين وَتَشَهَّد لَهَا أوداج جُذُورَها . . كُلِّ الْأَشْيَاءِ تَتَحَرَّك تُذْهِبُ مِنْ مَكَان إلَى مَكَان تَرَى الْجِبَال الوِدْيان الْبِحَار إلَّا أَنَّا ثَابِتَةٌ فِي مَكَانِي جذوري مغروسة فِي الْأَرْضِ حَزِينَةٌ عَلَى مَنْ قَدَّمَتْ لَهُ الْكَثِيرُ وَلَمْ يُعْطِينِي إلَّا النكران . . هَلْ تَرَى ذَلِكَ الكوخ يَقْطُن فِيهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي قَدَّمْت لَهُ الْكَثِيرُ كَانَ يُرِيدُ مَأْوَى أَعْطَيْته جذوعي وخضرتي ونضارتي الْحَسَنَة . . . لِيَبْنِي كوخه . . . أَتَانِي . . . جَائِعًا أَطْعَمْتَه . . . ثماري . . . . نَخِر الْبَرْد عِظَامِه فَاحْتَطِب فأدفأ نَفْسِه بحطبي بَنَى قَارَبَهُ مِنْ جذوعي ليعبر النَّهْر مُتْعِب مِنْ حَرَارَةِ الشَّمْسِ ظللته بظلالي كُنْت لَا أُرِيدُ مِنْهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ بِجَانِبَي . . .
يُونُس وحدتي… حُزْن الطَّائِر لِمَا سَمِعَهُ مِنْ صديقته المعطاءة بِلَا حُدُودٍ قَائِلًا آيَتِهَا الصِّدِّيقَة انتي لَسْت وَحَيْدَة نَحْن نَسْكُن بِلاَدًا بَعِيدَة ، وَقَدْ جَاءَ الشِّتَاءُ وستتساقط الثُّلُوج ، وَاشْتَدّ الْبَرْد عَلَيْنَا ، فَهَل تسمحين لَنَا بِالْإِقَامَة بَيْن أغصانك لتعطينا دفئك الْجَمِيل ولنضع الْبَيْضَ فِي أعشاشنا ؟ آيَتِهَا الشَّجَرَة جِئْنَا إلَيْك واختارك جناحاي مِنْ دُونِ كُلِّ الغابات ، وَمَن أَعَالِي الْجِبَال ، فالنهر قَدْ أَخْبَرَنَا وَهُو صَدِيقُ كُلِّ الطُّيورِ ، وَأَنْت آيَتِهَا الشَّجَرَة جَمِيلَة ، مَلِيئَة بِالْأَغْصَان ، وَلَا نُرِيدُ أَنْ تَحْمِلَ أغصانك آيَة أَوْرَاق صَفْرَاء فَهَل تقبلي بِنَا فَنَحْن لَن نَتْرُكُك وَحَيْدَة بَعْدَ الآنَ سَوْف نؤنس وحدتك…💙
تعليقات
إرسال تعليق