حكاية شروق للمبدعه نوال وهبه

حكاية شروق
 بتلك  الأطراف السحيقة كانت ترقد بذلك البيت البسيط بناه الكاد بنصف أنفاسه حجرا حجرا لملم ترابه بيد واحدة كان العون يدا واحدة والأخرى أشل قواها الوهن .أضحت معالم البيت باهتة الألوان بين الفقر المتقع وما تطلبه الأيام ولدت مشرقة لتنير تلك الشقوق العتيقة لتعلن ببسمات عينيها عتمة كل الظلام أضحت ولادتها ميلادا للبيت جديد تنبئ بمستقبل جديد كأنها تكتنز زقزقة طيور الفلاوات كأن يمينها يحمل العصا السحرية للسعادة ..كل أركان البيت تعشقها بدا الزمن بشروق ... حيث بدا فتيان الحارة الدمشقية يتغنون بجدائلها وبخطاها الندية فاز بها أحد الصبية على حين غرة والأيام تخبئ لشروق أن لا بزوغ لها حينها بكت الدنيا وأمالها على حزن شروقها.... لا لونا ورديا بالأفق .....أعلنت كل الأنفاس حدادا لعتمة شروقها .... فكانت رغم الأسى هي إمتدادا لذلك الوهن الذي بنى البيت وهي أنفاسه والدواء لثكلى ذلك الجبل الأشم بعد تناول العشاء وكان شاحب الملامح مقفهر الوجه لاحظت عليه شروق تلك العلامات الغريبة فهمت بذلك الصوت الاجش الخجول سائلة سميرحبيبي ماحل بك أراك على غير عادتك رمقها بنظرة غريبة لم ينظر لها بتلك الطريقة من قبل ..حيث هنالك التقى أمرين كلاهما من عالم مختلف وقلما اجتمعا بنفس اللحظة فسمير شاب،مفتول القوام واسع الصدر واثق الرجولة والصلابة ووسط هذه الهالة من الرجولة تدلت من عينيه دموع كأنها دموع صبي لم يبلغ الحلم… خارت قوى شروق كأنها شمس وجب عليها الغروب وأسدل عليها الليل مرغمة ستائره أرجوك حبيبي افزعتني تحدث الي ماحل بك .طلب سمير ان تحضر له معطفه دون ان يتفوه بأي كلمة .. اتجهت الى الباب مسرعة وقالت أستحلفك بالرب ماحل بك رمقها سمير بكلمتين لم تسمع مثلهما شروق بحياتها مطلقا قال لقد اجريت الفحص الطبي ولست قادرا على الانجاب أخذ مقبض الباب من يدها قائلا لن اتخلى عنك رغم رجولتي الغير مكتملة صفع الباب لدرجة ان شروق شعرت ان الكوخ قد تهاوى وخنق انفاسها….بين والهون مثقلة ثارت مثقلة الخطى بذلك الكرسي الخشبي القابع بركن الغرفة جلست في شرود تام ولاتعلم عن حالها ومآلها شئ وأخذ النحيب منها مأخذا حيث اعتصرت كلمات سمير حياتها أحنت رأسها لتصل حتى ركبتيها ماعساها فاعلة فإن الظلام الدامس حاق بمنتهى القسوة عالمها الصغير… شعرت أن تلك اليد تمر بين هنيئة وهنيئة تزيح شعر رأسها المتناثرة عن وجهها التي تخالط تلك الانفاس التي،عشقتها بكل جنون وبتثاقل فتحت عينيها لتتراءى لها بضبابية وتكاد حتى لاتميز ملامح وجه سمير وغير قادرة على إجابته وهو يردد بصوت أجش مابك ياحبيبتي أرجوك تماسكي والدموع تفيض من عينيه قد وجدتك غائبة عن الوعي ..يقطع سمير ذلك الحزن الرتيب ويجلب لها كوب من الماء وضع رأسها بحجره وأخذ يشجعها أرجوك حبيبتي خذي قليلا من الماء ..كانت دموعها تخالط تلك الرشفات القليلة أزاح عنها كوب الماء ألقت رأسها بأحضان سمير من جديد وهي تردد له إياك أن تفكر ولو للحظة واحدة اني سأتركك أخذ سمير يضمها بذراعيه المفتولتين وهو يردد ماخاب من حملك ورباك يا قرة عيني… رفعت رأسها وهي تنظر له بنظرة تلك المرأة الشرقية وهي تردد أنا احببتك وتزوجتك رغبة مني فيك غير طامعة بولد اومال وسأكون معك لنهاية المطاف انتفض سمير لموقفها وهو يردد صبيتي وكنزي مااحلاك ومااسعدني بك…
… .نوال وهبة…..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمل كاذب ولا حقيقة مرة للأديبة د.هبة رعد

حُقَّ الوداع للشاعر د.قسطة مرزوقة

أنين العذارى للأديبة غاده بوشر