رسالة إلكترونية للشاعرة د.رفيعة الخزناجي

رسالة إلكترونية دق جرس الهاتف ، أسرعت لتلقي المكالمة ، أغلق الخط قبل وصولها للهاتف ... بعد دقائق وصلتها رسالة : " يصير خير ... أو ربما يصير شر " ارتبكت ، حارت في أمرها ، شعرت بخوف شديد ، رعشة سرت بكل جسمها ، عبرة خنقتها، شلت حركتها ، ترى ماذا حدث ؟ ولماذا هذا الكلام ؟ ما به وماذا أصابه ، أنا أبدا ما أخطأت بحقه وما عصيت له أمرا ، وما فكرت في يوم أن أخون عهده ولا أفكر في غيره ، حبنا طاهر ونبيل ، رغم المسافات التي تفرق بينا أنا على عهدي له ولم أتغير ، ماذا صار وما أصابه ؟ ترى ما الشيء الذي دفعه ليرسل لي مثل هذا الكلام ؟ كلام غامض ومخيف يحمل في طياته الكثير الكثير ، لِمَ يهددني ؟ نعم أنا أراه تهديدا ، هل هنت عليه إلى هذا الحد ؟ ألا يحق لي أن أفهم ؟ كيف يلقي بكلامه هكذا جزافا ، حتى المذنب لا تصح إدانته قبل سماع أقواله .... ما هذه الحيرة ؟ لِمَ لا يرد على هاتفه؟ لِمَ لا يحترم مشاعري ويقدر شخصي ؟ أغلق الهاتف نهائيا ؟ متاهة تدور فيها ولا جواب ... أيقنت أخيرا أنه قرر أمرا ما ، وأنه ابتعد ولا ولن يحدثها بعد اليوم ، بكت تخبطت في متاهات حيرتها وتساؤلاتها ، لبست ثوب الحداد على أيام ...